بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن عشر
مشاهد الأخرة من القرأن العظيم
وبعض آيات من سورة المؤمنون
مشاهد اليوم عنوانها
الطريق إلى الفردوس
وطريق الفردوس ليس عسيرا أو شاقا
بل يشعر المؤمن وهو يسلكه بالسكينة والرضى
وسعادة التقرب إلى الله تعالى .
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -2
أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح .. بسلوكهم الطريق
بالخشوع لله تعالى وخاصة في الصلاة
التي هي اللقاء المتجدد بين الإنسان وخالقه ,
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ولذلك تجد المؤمن معرض عن اللغو الذي يؤدي الي الفواحش والمنكرات
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ - 3
وبالعمل النافع يجدون ما ينفقون على أنفسهم وأهليهم و إخراج زكاة أموالهم..
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ - 4
والعفة بالإقتصار على العلاقة الزوجية الطاهرة النقية.., التي هي لبنة المجتمع ,
حيث يجب المحافظة على قدسيتها وصينتها , وإلا لتفكك المجتمع .
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - 5
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ - 6
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ - 7
والأمانة والوفاء بالعهود هي أخلاقهم...
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ - 8
وبهذه الأعمال التي تبدأ بصاحبها بالفلاح في الدنيا و تنتهي بصاحبها إلي الفردوس في الأخرة ..
يأتي التأكيد على المحافظة على الصلاة التي تتكرر خمس مرات يوميا وذلك لتدعيم الصلة مع رب العالمين .
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ - 9
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ – 10 الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 11
قال ابن كثير في تفسيره:
أن عمر بن الخطاب يقول : كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل.
فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال" اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا –
ثم قال - لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة " ثم قرأ " قد أفلح المؤمنون " حتى ختم العشر
ورواه الترمذي في تفسيره
مشاهد مراحل خلق الأنسان
وكما سبق أن ذكرنا إنها دليل البعث
فإن الذي خلقنا من العدم قادر على إعادتنا يوم القيامة
ونحن نلاحظ البعث يوميا مع إستيقاظنا من نومنا
ولذلك يستحب أن نقول عند الأستيقاظ
الحمد لله الذي أحياني بعد ما أمتني وإليه النشور
ونعيش مع تلك االمشاهد
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ - 12
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ - 13
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ - 14
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ - 15
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ - 16
*********
مع هذه المشاهد الحية وميزان الأعمال
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ -101
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -102
فمن كثرت حسناته وثَقُلَتْ بها موازين أعماله عند الحساب، فأولئك هم الفائزون بالجنة
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ -103
ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ -104
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ -105
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ -106
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ -107
قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ -108
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -109
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ -110
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ -111
قال ابن كثير في تفسيره :
قال تعالى" إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا "
أي فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إلي " حتى أنسوكم ذكري " أي حملكم بغضهم علي أن نسيتم معاملتي " وكنتم منهم تضحكون " أي من صنيعهم وعبادتهم
كما قال تعالى " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون " أي يلمزونهم استهزاء ثم أخبر تعالى عما جازى به أولياءه وعباده الصالحين.
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ -112
ويُسْألُ الأشقياء في النار: كم بقيتم في الدنيا من السنين؟ وكم ضيَّعتم فيها من طاعة الله؟
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ -113
قالوا لِهول الموقف وشدة العذاب: بقينا فيها يومًا أو بعض يوم، فاسأل الحُسَّاب الذين يعدُّون الشهور والأيام.
قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ -114
قال لهم: ما لبثتم إلا وقتًا قليلا لو صبرتم فيه على طاعة الله لفزتم بالجنة ؛
وذلك لأن مدة مكثهم في الدنيا قليلة جدا بالنسبة إلى طول مدتهم خالدين في النار.
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
أفحسبتم- أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين, لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116
تعالى وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا ، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ،
*****
وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ -117
ومن يعبد مع الله الواحد إلهًا آخر، لا حجة له على استحقاقه العبادة، فإنما جزاؤه على عمله السيِّئ عند ربه في الآخرة. إنه لا فلاح ولا نجاة للكافرين يوم القيامة.
وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -118
نسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة
ونسأله الفردوس الأعلى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه" (رواه مسلم).
الجزء الثامن عشر
مشاهد الأخرة من القرأن العظيم
وبعض آيات من سورة المؤمنون
مشاهد اليوم عنوانها
الطريق إلى الفردوس
وطريق الفردوس ليس عسيرا أو شاقا
بل يشعر المؤمن وهو يسلكه بالسكينة والرضى
وسعادة التقرب إلى الله تعالى .
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -2
أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح .. بسلوكهم الطريق
بالخشوع لله تعالى وخاصة في الصلاة
التي هي اللقاء المتجدد بين الإنسان وخالقه ,
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ولذلك تجد المؤمن معرض عن اللغو الذي يؤدي الي الفواحش والمنكرات
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ - 3
وبالعمل النافع يجدون ما ينفقون على أنفسهم وأهليهم و إخراج زكاة أموالهم..
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ - 4
والعفة بالإقتصار على العلاقة الزوجية الطاهرة النقية.., التي هي لبنة المجتمع ,
حيث يجب المحافظة على قدسيتها وصينتها , وإلا لتفكك المجتمع .
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - 5
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ - 6
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ - 7
والأمانة والوفاء بالعهود هي أخلاقهم...
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ - 8
وبهذه الأعمال التي تبدأ بصاحبها بالفلاح في الدنيا و تنتهي بصاحبها إلي الفردوس في الأخرة ..
يأتي التأكيد على المحافظة على الصلاة التي تتكرر خمس مرات يوميا وذلك لتدعيم الصلة مع رب العالمين .
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ - 9
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ – 10 الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 11
قال ابن كثير في تفسيره:
أن عمر بن الخطاب يقول : كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل.
فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال" اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا –
ثم قال - لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة " ثم قرأ " قد أفلح المؤمنون " حتى ختم العشر
ورواه الترمذي في تفسيره
مشاهد مراحل خلق الأنسان
وكما سبق أن ذكرنا إنها دليل البعث
فإن الذي خلقنا من العدم قادر على إعادتنا يوم القيامة
ونحن نلاحظ البعث يوميا مع إستيقاظنا من نومنا
ولذلك يستحب أن نقول عند الأستيقاظ
الحمد لله الذي أحياني بعد ما أمتني وإليه النشور
ونعيش مع تلك االمشاهد
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ - 12
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ - 13
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ - 14
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ - 15
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ - 16
*********
مع هذه المشاهد الحية وميزان الأعمال
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ -101
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -102
فمن كثرت حسناته وثَقُلَتْ بها موازين أعماله عند الحساب، فأولئك هم الفائزون بالجنة
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ -103
ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ -104
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ -105
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ -106
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ -107
قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ -108
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -109
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ -110
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ -111
قال ابن كثير في تفسيره :
قال تعالى" إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا "
أي فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إلي " حتى أنسوكم ذكري " أي حملكم بغضهم علي أن نسيتم معاملتي " وكنتم منهم تضحكون " أي من صنيعهم وعبادتهم
كما قال تعالى " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون " أي يلمزونهم استهزاء ثم أخبر تعالى عما جازى به أولياءه وعباده الصالحين.
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ -112
ويُسْألُ الأشقياء في النار: كم بقيتم في الدنيا من السنين؟ وكم ضيَّعتم فيها من طاعة الله؟
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ -113
قالوا لِهول الموقف وشدة العذاب: بقينا فيها يومًا أو بعض يوم، فاسأل الحُسَّاب الذين يعدُّون الشهور والأيام.
قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ -114
قال لهم: ما لبثتم إلا وقتًا قليلا لو صبرتم فيه على طاعة الله لفزتم بالجنة ؛
وذلك لأن مدة مكثهم في الدنيا قليلة جدا بالنسبة إلى طول مدتهم خالدين في النار.
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
أفحسبتم- أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين, لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116
تعالى وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا ، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ،
*****
وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ -117
ومن يعبد مع الله الواحد إلهًا آخر، لا حجة له على استحقاقه العبادة، فإنما جزاؤه على عمله السيِّئ عند ربه في الآخرة. إنه لا فلاح ولا نجاة للكافرين يوم القيامة.
وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -118
نسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة
ونسأله الفردوس الأعلى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه" (رواه مسلم).